الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الأستاذ عميره عليّه الصغيّر يتحدث عن نكسة الإنتخابات وعن الحقائق الجارحة

نشر في  06 ماي 2018  (19:34)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
نسبة المشاركة الضعيفة في الإنتخابات البلدية (2018) و التي على ما يبدو انها ستكون أقل من 20% و علاوة على من سيفوز فيها، تعكس حقائق يجب الإصداع بها ولو أنها ستكون جارحة:
 
أولها انّ مجتمعنا ليس ناضجا بعد لممارسة واجبه في المشاركة في الحياة المدنية و السياسية و اختيار من ينوبونه في تسيير الشأن العام و هو حامل لثقافة الاستقالة و ترك الأمور للذي يحكم و ترقب الثمار و اقسى مشاركة له هو التقرب ممن يحكم و التزلف له و استدرار مكروماته من التشغيل الى ”قفة القضية ”. عدم النضج ليس فقط عند العامة من الناس بل خاصة في نخبه. وهي تركة سنوات طويلة من الإستبداد السياسي.
نخبه التي من المفروض أن تكون هي القاطرة تعلّم و تربي و تغرس قيم الجمهورية و المواطنة الفعلية، بانت على حقيقتها و منذ 2011، الا ما ندر منها ، جوفاء، غوغائيّة ، انتهازيّة ، وصوليّة، مسترزقة، نرجسيّة... كرّهت الناس في السياسة و كرهتهم في السياسيّين و أفقدتهم الثقة فيهم، ان ادّعوا العلمانية او رفعوا راية الإسلام و الشريعة.
 
ثاني الحقائق: فشل الحكومات المتتالية وخراب ”جيب المواطن“ وتبخر الأحلام التي كانت لدى الناس خاصة بعد قلع بن علي ، أفقد الناس الأمل و أصابهم بالإحباط و اليأس من انّ واقعهم سيغيّره من هم سببه فاقتنع الأغلبية أن لا فائدة من الإنتخابات أصلا.
 
وثالث حقيقة وهي أنّ النسبة الواسعة من الشباب الذي هم أول المتضررين و بالدرجة الأكبر في حاضرهم و مستقبلهم تسود بينهم روح الإستقالة و يغلب لديهم عدم الإكتراث و كأن الحرية و الكرامة بما فيه الحق في الشغل ستأتيهم على طبق من فضة و لم يشاركوا.
 
يبقى نداء البعض بالمقاطعة ، وهو حق من حقوقهم، و ان كان في تقديري لا يتقدم بالواقع ، ساهم ولو نسبيا في هذه ”النكسة ”. شعب يتحصل على حقه لأول مرّة في اختيار من يسيّر شؤونه المحلية ، يدير ظهره لذاك الحق و كأنّ الأمر لا يعنيه.
فعلا الإرتقاء بالشعوب يتطلب زمنا و خاصة شروطا تاريخية لعلّ أهمها قيادات وطنية و نخبا حداثية و ثورة قيميّة و للأسف لا تعليمنا و لا إعلامنا بصدد بنائها. المُواطَنَة و ممارستها درجة من النّضج الحضاري لا تتحقق بقرار أو أمنية.